Sunday 30 August 2015

شجرة الدر

التاريخ المصري يضم العديد من أسماء الملكات عبر الكثير من العصور ولكل ملكة كانت لها بصمة خاصة بها سواء في العصر الفرعوني مثل حتشبسوت أو كيلوباترا أو في العصور التالية حتي نصل إلي الملكة شجرة الدر التي لم تحكم سوي ثلاثة أشهر فقط ولكنها كانت فترة محورية وهامة في تاريخ مصر.
شجرة الدر كانت في باديء الأمر جارية أرمينية جاءت لتباع في أسواق الجواري بالقاهرة المحروسة وكانت صاحبة جمال رائع فاتنة لكل لمن يراها لذلك أنضمت إلي حريم السلطان الصالح ولكن لم تكتفي شجرة الدر بجمالها فقط ولكنها كانت في غاية الذكاء فقررت أن تعيش سلطانة وليست جارية وهذا ماجذب السلطان الصالح لها فأنجبت لة ولدة ولي العهد توران شاة.
وأهم مافعلتة شجرة الدر عندما هاجم الفرنسيس مصر من الشمال بالقرب من مدينة المنصورة حيث توفي السلطان الصالح أثناء التجهيز للمعركة  فلم تخبر أحد بذلك وقاد إبنها مع المماليك معركة فارسكور ضد الفرنسيس والتي إنتهت بأسر الملك لويس وسبعة من قادة جيشة حيث تم حجزهم في دار إبن لقمان حتي تم دفع فدية ضخمة لهم.
ظنت شجرة الدر أن الفرصة حانت لها لكي تعلن نفسها سلطانة علي مصر بعد تأكدها من ولاء كل من حولها لها ولكن لم يقبل الخليفة العباسي ذلك وهددها حينما قال مقولتة الشهير إذا لم يكن هنالك رجلاْ في مصر ليحكمها فلنرسل لها رجلاْ ليحكم مصر.
 لذلك شعرت شجرة الدر أنها لن تستطيع أن تتجاهل غضب الخليفة في بغداد  فحاولت أن تحكم من خلف الستار مرة أخري.
وكعادة المماليك ليس لهم ولاء حيث شعروا أن شجرة الدر ليس لديها القوة أو النفوذ للحكم حتي أنها أرادت أن تحيد إبنها في عملية الحكم.
أراد توران شاة أن يتفرد بالحكم بعيداْ عن والدتة ولكن لم يقتنع بة أمراء المماليك ويقال أنهم حاصروة ليقتلوة حتي أنة قذف بنفسة في نهر النيل مما أدي إلي غرقة في مياة النيل, عندما علمت بموت إبنها توران شاة فكانت من الدهاء أن تستعين بأمير المماليك وتضمن وجود نفوذ قوي لها حيث أنة كان يقال أنة ضعيف الشخصية.
لم تجد شجرة الدر فرصة للحكم سوي من خلال الزواج من أيبك وهو كان أحد أبرز أمراء المماليك في ذلك الوقت.
 كانت تظن أنها سوف يكون ضعيف أمامها ولكن المفاجأة أن السلطان أيبك قرر أن يكون الحاكم الفعلي وأن تعود شجرة الدر مرة أخري إلي حريم السلطان.
وعندما شعرت بالخطر من السلطان أيبك حيث أنة قرر الإنفراد بالحكم بل أنة قرر أن يحضر زوجتة الأولي لتكون سلطانة مصر الأولي فقررت شجرة الدر التخلص منة للأبد وفي تلك الفترة البسيطة أصبحت المكايد والخيانة هي السمة الأعظم داخل بلاط الحكم في مصر.
فبعد موت السلطان أيبك قررت زوجتة الأولي ( أم علي ) الإنتقام لزوجها حيث أنها إنتقمت من شجرة الدرة بقتلها بالقباقيب ثم تم قذفها من فوق سور القلعة حيث يقال أنها دٌفنت بجوار سور القلعة في مكان مجهول.
ومن الحكايات المرتبطة بموت شجرة الدر أن أم علي عندما وصلها الخبر بموت شجرة الدر قامت بصنع طبق من الحلوي ووزعتة علي عامة الشعب حتي أطُلق علي هذا
 النوع من الحلوي أسمها إلي وقتنا هذا ( طبق أم علي ) لنحتفظ بداخلنا أننا في كل
 مرة نحتفل بموت شجرة الدر عندما نتذوق طبق أم علي

No comments: