Monday 24 August 2015

لماذا تحب مصر؟


الشيء الأكثر جمالاْ في مصرشيء ليس ملموس بل هو شعور تشعر بة عند قدومك إلي مصر فالسر ليس في آثارها أو في شواطئها بل السر في شوارعها وأهلها لأنك عند التعامل معهم يمكنك أن تجد أحلامهم بسيطة جداْ لأن حياتهم بسيطة مثل أحلامهم.
دائما تجدهم يحملون الحزن الدفين في قلوبهم وعيونهم على الرغم من أنك يمكن أن تجد الإبتسامات على شفاههم لأن كل ردود أفعالهم هي عاطفية فقد ردود فعل منبثقة من أحاسيسهم التي تربت علي أساسيات دينية وتجارب من الشقاء والكد والتعب في مسيرة حياتهم.
أعتقد أنني أستطيع أن أقول أن ردود أفعالهم هي عاطفية جداْ نظراْ لأنهم يعيشون مع مشاعرهم الدافئة لحظة بلحظة بين أصدقائهم وعائلاتهم فالمصري يستطيع أن يصنع السعادة من تلك الأشياء البسيطة التي تمر خلال حياتة فمشاعرة دائماْ مثل الرياح تدفعة نحو المنطقة الدافئة من حياتة نحو أسرتة وأصدقائة ومن يحبهم في حياتة وهذا مايصنع الإختلاف و الفرق بينهم وبين أي شعب آخر في أي بلد من البلدان أخرى.
يظن الكثيرين وخاصتاْ الذين يعيشون في البلاد الأوروبية أنهم يستطيعون فهم النمط الحياتي من خلال الكتب أو بعض الأراء التي تتحدث عن الشخصية المصرية ولكن هذا في الواقع صعب ليس فقط للواقع المصري بل للواقع العربي أجمع فالشخصية الأوروبية مختلفة تماماْ عن الشخصية المصرية او العربية التي تحكمها عوامل كثيرة متداخلة ومتشابكة.
لذلك الكثير من المستشرقين في القرون الماضية أكتشفوا تلك الحقيقة أن القراءة
شيء وتعايش الواقع نفسة مختلف تماماْ
فالكثير يظن أن الشخصية المصرية سلسلة سطحية ويمكن توقع ردود أفعالها فهذا في الواقع صعب يحتاج منك تكوين خبرتك الخاصة بك من خلال التعامل مع الناس في مصر.
أحياناْ عندما يطلب أحد أصدقائي من الأوروبين أو الأمريكان مشورتي عندما ينوي الذهاب إلي مصر فدائماْ أطلب منة أن يهتم بالتقرب من الناس وأن يعيش معهم لحظات بين شوارعها القديمة يحاول أن يفهم حكاياتهم يجلس بينهم علي المقاهي القديمة فمصر عظمتها ليست في آثارها أو شواطئها بل في الشخصية المصرية التي ربما قد تعرضتت لبعض الهزات والتي أثرت في الإطار الخارجي لها لكن ستبقي لها رونقها وسحرها الخاص بها, هكذا يكتب التاريخ دائماْ عنها وكيف ذابت كل الحضارات التي رغبت في السيطرة عليها.
حتي من أراد أن يحتلها ويغير من شكل او مضمون تلك الشخصية مثل الفاطميين ومابعدهم من العثمانيين أو الفرنسيون أو حتي الإنجليز فشلوا في ذلك بل إنصهروا في جنبات الشخصية المصرية.
حتي الديانات السماوية لها رونقها المختلف داخل المساجد والكنائس كذلك المعابد اليهودية منذ وقت قريب أيضاْ عندما تسأل أي يهودي مصري يعيش بعيداْ عنها تجدة يدمع ويتذكر حنينة لمصر ورغبتة في العودة مرة أخري إليها والموت في ترابها.
حتي إخواننا العرب عندما تتحدث معهم عن مصر والمصريين مهما أظهروا من أشياء سيئة صادفوها في مصر لكنهم يعشقونها ويتمنون الرجوع إليها دائماْ.
فالغالبية من المصريين تعتمد قيمهم وسلوكهم على مباديء وأساسيات أديانهم سواء كانت الإسلام أو المسيحية، فالمصريون لديهم شيء يشبة الردار الداخلي يبني
تعاملهم علي أساس الرغبة الحسنة والصادقة لمن يتعاملون معهم وهم أذكياء في تلك النقطة فربما للحظة تستطيع أن تخدعهم ولكنهم يكتشفون الأمر سريعاْ والنتيجة تكون كارثية لأنهم يتصرفون من خلال عاطفتهم قبل عقولهم.
بالتالي يملكون القدرة علي أن يكتشفوا من يحب مصر أو من يضمر الشر لبلادهم.
حتى إذا كنت غريب مجرد عابر سبيل ولست من أهل تلك المنطقة أو الحي ستجد من يقدم لك العون والمساعدة إذا شعر أنك تحتاجها وستجد من يدافع عنك ويفتح لك بيتة لإستقبالك ومحاولة حل مشكلتك وهذة طبيعة مصرية أصيلة حتي لو لم نكن نشعر بها في بعض الأحيان لكنها سوف تبقي داخل الشخصية المصرية.
للأسف كثير من الناس لا يمكن أن يشعروا بقيمة تلك الشخصية المصرية الفريدة في مضمونها بالرغم من كم المتناقضات الداخلية حيث إن إطارها يمنحها إختلاف عن الشخصيات التي يمكن ان تصادفها في بلدان أخرى.
فالكثير منا قد زار الكثير من البلدان ويعرف معني أنك تقع في مشكلة أو تأخرت في العودة من مكان ما أثناء الليل وأنك من السهولة تتعرض للقتل هناك لأتفة الأسباب أو تجد إمرأة تتعرض لسوء دون أن يحرك ذلك نخوة الرجولة بداخلهم مثل المصريين الذين نجد الكثير منهم يتعرض للقتل من اجل الحفاظ علي شرف إمرأة لا يعرفها ولم يقابلها من قبل.
الشخصية المصرية في معظم الأحيان لها مكونات كثيرة مثل الشهامة والكرم فعند زيارة الأزقة القديمة سترى الناس مثل أوراق من كتب التاريخ تحتوي الكثير من المشاهد التاريخية الحية التي تلمسها وتشعر بها.
فعندما تجلس بين الناس في القهاوي القديمة سوف تسمع حكايات كثيرة عن الأماكن أو العديد من النكات والقفشات حيث يضحك عليها البسطاء لأنها بسيطة
مثلهم ، وأنهم سعداء على الرغم من أن معظم المصريين يعانون من ظروف اقتصادية عديدة وخاصة في السنوات الأخيرة وعندما يجدون شخص غير مصري بينهم سوف تجدهم سعداء بوجود هذا الشخص لأنهم يحبون الغرباء ويكرمونهم.
الكثير من الناس في مصر رغم كل المعوقات والمشاكل التي تواجهم من أجل الزواج لكنهم يصرون علي الزواج لتشكيل عائلة حقيقية مليئه بالمشاعر الدافئة.
لذلك تجد الكثير من الفتيات الغربيات يرتبطون عاطفياْ بالشباب العربي ككل بسبب رغبتهم في تكوين أسرة قوية تتحمل كل الظروف والقصص كثيرة في ذلك المضمار لذلك عندما تسألهم لماذا تحب مصر؟ .... يقولون أننا لا نعرف ولكن نحن نحب ذلك.
د. محمد عبد التواب

No comments: