Monday 24 August 2015

المعجزة


قد تطور فن النحت تتطور عظيم نتيجة إرتباطة بالمعتقدات الدينية مما جعلة من أهم جوانب الحضارة الفرعونية بطريقة إعتبرت معجزة في حد ذاتها لتلك التماثيل في الديانة المصرية وشعائرهم الدينية بالإضافة إلى الحياة بعد الموت.
وقد إستخدم المصري كل الأنواع الممكنة من الصخور الملونة الصلبة والخشب والمعادن النفيسة لإستخدامها علي حسب الشخص ومكانتة في المجتمع المصري.
فتماثيل الملوك دائماْ كانت ضخمة وتزن عدة أطنان أما بالنسبة للحاشية المكونة من الأمراء والوزراء كانت بالحجم الطبيعي، أما الطبقات المتوسطة من عموم الشعب فكانت أصغر كذلك ملامح التماثيل يجب أن تكون دقيقة من أجل أن تتعرف عليها الروح والعيش بداخلها لذلك يجب أن يكون داخل المقبرة حول ثلاثمائة وخمسة وستون تمثال مثل عدد أيام السنة حيث لكل تمثال عمل محدد طوال هذه الفترة.
عندما ألاحظ التماثيل الفرعونية تدهشني تلك المهارة في فن النحت وكيف تمكنوا من جعل تلك التماثيل الضخمة من حيث الأبعاد الثلاثية والمعايير الصحيحة مع أدوات بسيطة.
فهذا سر آخر من أسرار هذه الحضارة يجعلك تسأل نفسك سؤالا واحدا. كيف فعلوا ذلك؟
فكل الأدوات التي تم الكشف عنها خلال التنقيب في كثير من الأماكن أنها كانت دقيقة وبسيطة للقيام بذلك ولكن أعتقد أنهم قضوا وقتا طويلا للقيام بذلك وكيف أنهم اختاروا الصخرة المناسبة لإنشاء هذه التماثيل.
أعتقد أن الفراعنة أسسوا بعض المدن ذات طبيعة خاصة لم نجد مثيل لها في الحضارات الأخري مثل المدينة التي أكتشفت بجوار الأهرامات.
كان يتجمع الفنانين والنحاتين في تلك المدن الفنية لتعايش معاْ لتبادل الخبرات بينهم وخلق أفكار جديدة بينهم لصنع معجزة في كل مكان وفي الوقت نفسه للحفاظ على جميع الأسرار حول قبور الملوك حمايتها من السرقة.
حتي لا يعلم أحد من العامة الذين يعيشون خارج هذه المدن شيء عن أماكن تلك القبور حتي لايتم سرقتها بعد ذلك.
والمدينة التي تم الكشف عنها بالقرب من الهرم الكبير حيث اكتشف المؤرخون في الآونة الأخيرة العديد من الأدوات والعديد من المقابر لهؤلاء العمال الذين أشتركوا في بناء الهرم الأكبر.
كانت هذه المدينة مثل معسكر ضخم لمدة عشرين عاما وأكثر من مائة ألف عامل هناك. لذلك الهرم الكبير لم يكن مجرد بناء ولكنه كان مثالا لهذا الحضارة عن التقدم في كافة المجالات خلال هذا الوقت. في الواقع أنا لست خبيرا لكتابة الكثير من التفاصيل ولكن أنا أكتب انطباعي وتفكيري فقط.
وبالمناسبة كان الفنان المصري لة تقدير خاص من العامة ومن البلاط الملكي لما يمتلكة من فن يساعد الفراعنة علي الإحتفاظ بأرواحهم من الضياع في الحياة الأبدية وهذا كان معتقد في غاية الأهمية في حياة الفراعنة.
في كل مكان في مصر يمكن أن تلتقي سرا جديد أو معجزة لاكتشاف درس جديد حول هذه الحضارة التي سوف تعيش إلى الأبد.
هذا يجعلنا نفكر في عمق أننا بشر يمكننا القيام بالكثير من المعجزات من خلال أمور بسيطة ولكن المهم أن يكون لدينا الاستعداد والرغبة للقيام بذلك، وهذا هو سر من أسرار الحضارة الفرعونية.
د . محمد عبدالتواب

No comments: