Saturday 29 August 2015

مباراة كرة قدم


في السنة الرابعة في الكلية كانت مجموعتنا لها صيت وشهرة عريضة داخل الحرم الجامعي لكثرة نشاطتنا وخاصتاْ أن ثلاثة من الشلة قد إنضموا إلي فريق الكلية لكرة القدم وقد إختاروا شخص أخر ليكون الحارس بدلاْ مني كان يدعي أنور كان ريفي الطباع تشعر أنة حلاق من كثرة حديثة وكان احول في نفس الوقت ولكنة حارس مرمي بارع وهذة شهادة حق يجب أن تقال للتاريخ.
وأقترب موعد دوري الجامعة حيث تقام المباريات في نادي عريق يمتازبالرفاهية والرقي.
شعر أصدقائي أنني يجب أن أذهب معهم وخاصتاْ انها المباراة الأولي لهم ويجب أن اكون بجوارهم لأشجعهم واحفزهم لكي ينتصروا ويتألقوا في تلك المباراة.
وبالفعل أستقلينا تلك الحافلة متجهين إلي النادي الراقي ومع طبلة لكي أستخدمها في المؤازرة والتشجيع وقضينا وقتنا داخل الحافلة نرقص ونغني حتي وصلنا إلي أرض الملعب.
بدأ كل فريق في تدريبات التسخين قبل المباراة وأنا بدأت في الغناء والتشجيع من خلال إستخدام الطبلة وبدأت المباراة وكنت الوخيد الذي يشجع فريقنا حتي أنني فقد صوتي من كثرة الغناء.
خلف المرمي الخاص بفريقنا وجدت أربعة فتيات راقيات جميلات فاتنات يمارسن بعض التمارين الخاصة بهن فتفتق ذهني بفكرة رائعة لماذا لا أستخدمهما مثل الأفلام الأمريكية عندما نجد الفتيات يشجعن فريقهن من خلال الغناء والرقص.
فذهبت إليهن وانا حامل طبلتي وأقتربت منهم قائلاْ :
( تحبوا تكسبوا ثواب تدخلوا بية الجنة؟)
فتعجبت الفتيات من سؤالي هذا وخاصتاْ وأنا أحمل طبلتي معي فأكملت كلامي لهن قائلاْ :
( الفريق دة فريق أيتام وأنا يتيم ذيهم وبنحاول نواجهة الحياة اللي الناس كلها سبتنا نواجة الدنيا وإحنا يتاما كدة ...... شايفين الواد الجون دة الأحول دة ماكانش أحول دة كان كويس لكن من قهر الناس لية كل شوية يقولولة يايتيم فاحول من يوميها وموش عارفين نعملة عملية لأنة دايما حاسس بالذنب إنة كان السبب في موت أمة)
فنظرت إحداهن إلي وعيونها تمتلأ بالدموع قائلة :
( إزاي كان السبب في موت مامتة؟)
فقلت في نفسي ( والله لو أنور سمعك بتقولي مامتك كان فكرها شتيمة من كرموز)
أجبتها قائلاْ :
( أنور أتولد بغل زي ما إنتي شايفة كدة فلما أمة حاولت ترضعة فشلت لأنة كان محتاج تلاتين كيلو لبن كل يوم فكانت كل يوم ترضعة من الجاموسة لغاية ما الجاموسة ماتت فكان مافيش حل غير إنها ترضعة وفي أول يوم ماسابش أمة غير وهية مفيصة يعيني الولية ما أستحملتش البغل دة )
شعرت أنهن بدأوا في التجاوب معي وسألوني ماذا يستطيعون أن يفعلوة لفريق اليتامي فأجبتهم فقط التشجيع من خلال الغناء معي والتصفيق والهتاف بأسماء الفريق.
وبالفعل بدأت في التطبيل والغناء وبدأوا يندمجو معي وبدأوا يرقصون فأخذت أهتف لأيمن وهن من خلفي فوجدت أيمن يترك الكرة لكي يرقص داخل المعلب تاركاْ الكرة للفريق الأخر.
هتفنا لأشرف لنجدة ترك الدفاع وجاء خلف المرمي ليرقص وسط الفتيات وأصبح الهداف أكثر سخونة حيث إتجهنا بهتافنا نحو أنور حيث أنة حارس المرمي فكان ينظر إلينا فاتحاْ فاة مبتسماْ محول العينين لايصدق نفسة أن تلك الفتيات يشجعهن ويهتفون بأسمة حتي جاء الهدف الأول في مرماة بسبب انة كان ينظر إلينا ونسي أنة حارس المرمي.
تكرر هذا الموقف مع الهدف الثاني للخصم ثم الهدف الثالث فوجدت أنور يترك المرمي لكي يجري خلفي في الملعب ويسب ولعن اليوم الذي قابلني فية.
إنتهت المباراة بهزيمتنا بثلاثة أهداف والحق يقال أنني كنت السبب الرئيسي في الهزيمة بسبب فكرتي الجهنمية وأثناء عودتنا سمعت سباب يكفي كل أفراد عائلتي حتي الجدود وتقدم مدرب الفريق بشكوي رسمية ضدي لحرماني الذهاب مع الفريق مرة أخري في أي مباراة قادمة.
شعرت أنني كنت مظلوم وأن نيتي كانت سليمة في تشجيعهم بالرغم كل الشائعات التي ظهرت بعد تلك المباراة أن الفريق الخصم قدم رشوة لي وهي أربع علب سجاير كيلوباترا لكي أبيع المباراة لهم ولكن هذا لم يحدث لأنني لا أعرف أحد من الفريق الخصم ولو عرضوا علي ذلك لكنت وافقت بدون تردد ولكن هذا لم يحدث.
الغريبة أنني عندما حُرمت من الذهاب مع الفريق تغلبوا علي كل الفرق وفازوا ببطولة الجامعة في كرة القدم وأعلنوها صراحتاْ أن لولا غيابي وحرماني من الذهاب معهم لما تغلبوا علي كل الفرق.
تمت

No comments: