Friday 28 August 2015

القاهرة القديمة

القاهرة المدينة العظيمة التي بُنيت ليكتب التاريخ مجلدات من الأحداث التي مرت عليها لأنها كانت صاحبة تنوع ديني ومذهبي علي حسب السلاطين والملوك الذين حكموها فكانت كعادة كل سلطان يريد أن يشيد مسجد أو جامع بإسمة فأمتلأت القاهرة بالجوامع لذلك سُميت المدينة صاحبة الألف مأذنة.
 أنها مدينة كبيرة ولها تاريخ يتجاوز الألف العام حيث كان يطلق عليها المؤرخون لقب الجوهرة الشرقية لأنها كانت تحتوي علي منابر العلم والدين والحضارة فكانت قبلة القادمين من الغرب ليتعلموا فيها الكثير من العلم في فترة إذدهار القاهرة المحروسة.
 في الواقع القاهرة تضم الآن كل المدن القديمة التي كانت عاصمة لمصر في مراحل مختلفة من التاريخ مثل حصن بابليون والعديد من المدن الأخري مثل القطائع والفسطاط والعسكر و التي بنيت خلال الحكم الإسلامي في مصر وعندما نتذكر تلك المدن نتذكر أن التاريخ ذكر لنا حدث نادر لم يحدث سوي مرة واحدة فقط خلال حكم الفاطميين حيث هاجم الصليبيون مدينة الفسطاط من خلال القوارب النيلية.
أقام الصليبيون المذابح داخل المدينة وقُتل الألاف من العامة وهرب الألاف من المدينة حيث تم نهب كل شيء بالمدينة وحرق المدينة بالكامل حيث يقال أن النيران أستمرت مشتعلة بالمدينة لمدة خمسة وأربعون يوماْ ولم ينجي من المدينة سوي الجامع الكبير جامع عمرو بن العاص.
عندما أسس الفاطميون دولتهم في المغرب وأشتد عزيمتهم وقوتهم قرر  الخليفة (المعز لدين الله الفاطمي آل) غزو مصر لتأسيس الخلافة الفاطمية في مصر ونشر المذهب الشيعي من خلال دولة عظيمة عاصمتها مدينة ضخمة جديدة.
والهدف من إنتقال الخلافة الفاطمية من المغرب العربي إلي مصر أنها تكون في قلب الأحداث وتكون قريبة من بلاد الشام والعراق لنشر المذهب الشيعي من خلال منبر وتمركز قوي لهم من خلال مدينة عظيمة ضخمة مثل القاهرة وجامعتها العظيمة المتمثلة في الأزهر الشريف.
أرسل الخليفة جيش ضخم بقيادة قائد عظيم يدعي جوهر الصقلي وكانت حرفتة الأساسية هي صناعة الحلويات ولذلك يقال اللي بني مصر كان في الأصل حلواني فالعامة يطلقون علي القاهرة إسم مصر أيضاْ دلالة علي إتساعها وعظمتها.
عندما دخل جوهر الصقلي مصر شرع في بناء عاصمة جديدة بمناسبة قدوم الخليفة وكانت مساحة تلك المدينة الجديدة حوالي ثلاثمائة وأربعون فداناْ تلك المساحة كانت النواة للمدينة العظيمة والتي سوف تضم قصر الخليفة والأزهر الشريف.
 أحاط بتلك المساحة بالحبال مع أجراس ليبدأ العمال في الحفر عندما تدق تلك الأجراس معلنة قدوم الخليفة لمصر.
بعض المؤرخين ذكروا واقعة طريفة حيث أن بعض من الغربان وقفت على هذه الحبال مما أدي أن تلك الأجراس قد دقت معلنة بداية الحفر بالرغم أن الخليفة لم يكن قد ظهر في الأفق فبدأ جميع العاملين في الحفر..
العاصمة الجديدة سميت بالقاهرة بسبب تزامن ظهور كوكب المريخ  في السماء حيث يطلق علية باللغة العربية لقب القاهر لذلك سميت المدينة الجديدة بالقاهرة مع بداية الحفر.
كل الدلائل في هذا الوقت كانت تدل علي عظمة شأن  هذه العاصمة الجديدة وأنها سوف تلعب دوراْ هاماْ في التاريخ القديم والحديث.
كانت تلك الأسوار التي أحاطت المدينة الجديدة عبارة عن أسوار من الطوب اللبن ولكن هذا السور قد تهدم وتم بنائة بأكثر من شكل بإستخدام الحجارة والتي أخذت من المعابد الفرعونية وأشهر تلك الأسوار هو سور القلعة الذي بناة الوزير قراقوش في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي.
لعل بناء هذا السور في البداية نتيجة أن جوهر الصقلي كان يريد ظهور العاصمة الجديدة علي أرض الواقع في أسرع وقت ليظهر عظمة الخلافة الجديدة في مصر ولم يبقي من هذا السور شيء حيث تم تجديدة أكثر من مرة ولم يبقي من هذا السور سوي ثمانية أبواب لا تزال هذه البوابات حتى الآن وكل بوابة له اسم خاص نظراْ لمناسبة أو حدث معين حدث بالإضافة إلى قصر كبير لإقامة الخليفة بالإضافة إلي  الجامع الكبير والذي سمي جامع (الأزهر) والذي أسسة الخليفة ليكون منبر للمذهب الشيعي في مصر لأن مصر كانت في تلك المرحلة تنتمي للمذهب السني ولكن مع مرور الوقت  أصبح أقدم جامعة في العالم للمذهب السني.
مع بداية بناء القاهرة تأسست فترة جديدة بشكل جديد غيرت  الكثير من عادات وتقاليد  المصريين مازالت مستمرة إلي وقتنا هذا من عادات شكلت الوجدان المصري إلي وقتنا هذا مثل الفانوس والفطائر والكنافة في رمضان كذلك الكحك في عيد الفطر.
فبالرغم من محاولة كل الغزاة فرض حضارتهم ومبادئهم علي المصريين ولكن دائماْ المصريون يقبلون ما يتناسب مع طبيعتهم وترك مالا يتفق مع حضارتهم

No comments: